لاشك ان لكل متابع فى جنوب السودان ان هناك مسيرات ومجموعات اخرى من مؤسسات المجتمع المدنى تتحدث عن انفصال الجنوب من شماله وفقآ لاسباب كثيرة مما ادى الى رغبة الجنوبيين فى انفصال.
وان الجنوبيين يرغبون فى الانفصال عن شمال وتكوين دولة خصة بهم، كما ان الوجدان الجنوبى يرفض كل ما هو شمالى حتى ان حركة نزوح نحو شمال لم تؤدى الى اندماج ابناء الجنوب فى مجتمع الشمال بالقدر المطلوب والمتوقع ،كما ان ابناء الجنوب سيختارون الانفصال مهما جلب لهم من متاعب ومشكلات، وان المستقبل لايحمل اي بوادر للوحدة بين الشمال والجنوب.
وحسب الانفاقيات المؤقعة بين الشمال والجنوب ثنائية ام متعددة تعترف فيه بحق تقرير المصير للشعب الجنوبي.مما يعنى ان هذه القوى ،لم تسقط خيار الانفصال للمشكلة،الا انها اكدت (الاحزاب الشمالية)على ان الهدف الجوهرى لتقرير المصير هو اضفاء الوحدوية على البلاد وذالك بان يختار اهل الحنوب الوحدة بمحض ارادتهم.
وترى فى ادبيات الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل تطالب بانفصال الجنوب، ومن المؤكد ان الحركة الشعبية منذ بدايتها التزمت بسودان موحد يقوم على اسس جديدة ،ولكن فيما بعد اصبح الحركة الشعبية تطالب كغيرها من الفصائل الجنوبية الاخرى بالانفصال الجنوب،والذى اصبح يتداولها فى كل مداولات مع الاطراف الاخرى.
فى الماضى اختارت الولايات المتحدة الامريكية بعد تقرير دانفوزث وحدة السودان ، و تغيرت وفق ذلك رؤيتها السابقة التى كانت اقرب الى الانفصال وتكوين دولة مستقلة بالجنوب، وكنا فى الخرطوم فى ذالك الوقت وقدمنا مذكرة لهذا المبعوث الامريكى بان اننا كطلاب بالجامعات والمعاهد العليا فى الخرطوم نريد قيام دولة بالجنوب فى اقرب وقت ممكن،وسلمة الذكرة مما غيرة رايه فىالوحدة الى الانفصال.
وكانت امريكا فى ذالك الوقت تتحدث عن صيغة الدولة الواحدة بنظامين هو اشبه بالمقترح الامريكى الذى قدمه مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية فى واشنطن فبراير2001 .ويبدوا ان الولايات المتحدة اختارت الشراكة الاقتصادية مقروءة مع ملف الوحدة والانفصال، كما تتخوف الامريكان من قيام دولة اصولية فى شمال السودان فى حالة انفصال الجنوب تصبح الشمال مأوى للتطرف الدينى و الارهاب العالمى الذى سيهدد مصالحها فى المنطقة.
اذا جأت نتيجة الاستفتاء بوحدة سيتواصل الصراع الحضارى بين الثقافة الاسلامية والمسيحية، حول هوية السودان و انتمائه وسيتم استخدام الجنوب مرة اخرى كاداة لهذا الصراع. ويتحمل شمال السودان جزءآ رئيسآ من مسئولية مشكلة الجنوب وذلك فى اطارها التاريخى للحقبة ما بعد خروج الاستعمار نتيجة لنقض كثيرآ من العهود المبرمة فى اطار التسوية ،كما يتحمل الجنوب جزءآ اخر من المسئولية فى اطار اختياره للحرب وسيلة للحل.
وفى ختام يمكن ان اقول بان اراء الجنوبيين حول الاتى
الانفصال هو رغبة الاكيدة بغض النظر عن ما يترتب على ذلك.
الجنوبيين قادرون على بناء وطنهم الخاصة بانفسهم بعد الانفصال على ان تكون اللغة الانجليزية و العربية هما لغتا التخاطب الرسميتين بين افراد الشعب الجنوبى.
المستقبل يحمل عناصر انفصالية اكثر من الوحدوية مع الشمال وسوف لن تؤثر حركة الجنوبيين نحو الشمال على اضعاف روح الانفصال لان الجنوبيين لا يفضلون كل ما هو شمالى.
اذن لابد من مواصلة المسيرات الانفصالية فى جنوب السودان حتى اعلان دولة بالجنوب السودان.